سيد قطب وافكارة السياسية والعقدية (Sayyid Qutb wa afkaruh al-siyasiyah wa al-'aqdiyah)

• Main Author: Shuriye, Abdi Omar
• Format: Book
• Language: English
• Published: Kaci Trading Sdn. Bhd. 2005
• Subjects: B Philosophy (General); H Social Sciences (General); JC Political theory
• Online Access: http://irep.iium.edu.my/8723/1/Sayyid_Qutb_wa_afkaruh_al-siyasiyah_wa_al-%27aqdiyah.pdf; http://irep.iium.edu.my/8723/; http://www.tuugo.my/Companies/kaci-trading/0190002684626

بعد أن منيت الدولة العثمانية هزائم ساحقة من قبل خصومها من الدول الغربية، أصبح العالم الاسلامي بأكمله تحت تصرف القوات الغربية الاستعمارية المنتصرة في الحربين العالميتين، وبعد أن غزى الغرب العالم الاسلامي بجيشه ووضع معظم البلاد الاسلامية تحت قبضته بدأ يغزو فكريا عن طريق ايجاد اناس يتقبلون الحضارة الغربية والفكر الأوربي بما فيه أنظمته السياسية العلمانية والاقتصادية الرأسمالية من بين أبناء المسلمين. وقد نجحت محاولات المستعمرين إذ ظهر في أنحاء كثيرة من العالم الاسلامي من يدعوا الى أخذ النظام العلماني الغربي وتطبيقه في جميع مجالات حياة المسلمين، وكانت هذه الدعوى قد بدأت قبل ذلك وكان لها شكل مختلف عما آلت اليه فيما بعد، إذ كانت الفكرة في أيام ظهورها نداءا لأخذ بعض مناهج الغرب وخاصة فيما يخص أصلاح أنظمة الجيش، وكان السلطان سليم الثالث من بين هؤلاء الذين قاموا بهذه المحاولات، وقد وصلت الدعوة الى أخذ الأنظمة الغربية أوجها أيام الجنرال مصطفى كمال أتاتورك ومَن بعده من أنصار هذا التيار. ولما كانت الشعوب الاسلامية تقف من الأنظمة الغربية موقفا مشوبا بالحذر والريبة كان من الطبيعي أن يظهر من بين أبنائها من يعارض هذا الاتجاه الجديد الذي لايمت بصلة الى تراث الامة الاسلامية وعقيدتها، وقد ظهر في العالم الاسلامي مفكرون عارضوا الاتجاه العلماني ليس فقط في العقيدة والتشريع والرياسة والاقتصاد بل حتى في الأدب وسائر مجالات حياة الجماعة الاسلامية. ومن بين هؤلاء الذين عارضوا علمنة العالم الاسلامي ولعبوا دورا هاما فكريا وحركيا في عمل انقاد المسلمين من هذه الداهيات والأزمات سيد قطب ابراهيم ومن الراجح أنه لم يؤسس جماعة وانما كان عضوا في جماعة أخوان المسلمين وكان رجلا حركيا قاد حملة فكرية اصلاحية فردية مستقلة فريدة من نوعها. ولما كانت آراء سيد قطب وخاصة الحركية منها واحدة من أهم المؤثرات التي كانت وراء النشاط الحركي الاسلامي في العقود الماضية فلا غرابة في أن تكون دراسة الفكر الحركي عند سيد قطب مجالا خصبا لأقلام الدارسين. إن هذا العمل المتواضع يهدف الى تسليط الاضواء على فكر سيد قطب الحركي، حيث أن الحركة الاسلامية تحتاج الى اعادة النظر والى دراسة منهجيتها وعملها بصورة عميقة لاصلاح العمل الحركي فكرا وتطبيقا، ونرى أن سيد قطب من أحسن المفكرين الاسلامين الذين ساهموا في العمل الحركي، ومن جهة أخرى فإن هذا الكتاب عبارة عن محاولة لتصحيح الآراء التي نراها مجانبة للصواب فيما قيل في حق الفكر الحركي عند سيد قطب كما تحاول بيان سوء فهم فكره من قبل بعض الدارسين والمتحمسين له. إن الدراسة في الفكر الاسلامي المعاصر ضرورة تفرضها هموم الحاضر وواقع الأمة الاسلامية، حيث أن من الأسباب التي أدت الى انهيار الامة عدم فهم التراث الاسلامي بالعمق المطلوب والذي يستحق من الباحثين كل عناية ودراسة وكذلك البحث لإيجاد حل شامل لمشاكل الأمة، وتهدف هذه الدراسة الى الاطلاع على موقف سيد قطب وبيان مدى تمثيله للعصر الذي عاش فيه ومميزاته بالمقارنة الى مفكري عصره، بالاضافة الى ذلك فإن من أهداف هذه الدراسة إيجاد أجوبة مقنعة للأسئلة الآتية :- - ماهي القضايا الفكرية التي حاول سيد قطب معالجتها ؟. - الى أي مدى فهم الناس عامة والباحثون خاصة فكره الحركي؟ - ماهي الجوانب السلبية والايجابية لفكره؟. - ما الذي جعل سيد قطب ينهج نهجا حركيا في دراسته للفكر الاسلامي؟. ومن مميزات هذا الكتاب أنه يسلط الأضواء على بعض الجوانب في فكر سيد قطب التي مازالت غير واضحة ومن بعض هذه المسائل التي يجب أن تعطى الأولوية هي:- - فكرة الجاهلية - مبدأ الحاكمية - المجتمع الاسلامي وهذه هي القضايا الاساسية التي قام بتحليلها سيد قطب في أفكاره السياسيه والعقديه. منهج الكتاب: هو منهج تحليلي تاريخي للنصوص التي ألفها سيد قطب، والمنهج الذي سلكناه في دراستنا جملة اجراءات نلخصها فيما يلي:- أولا : عرض المباديء الآساسية والأصول التي اعتمد عليها سيد قطب لمعرفة حقيقة المنهج الذي سار عليه للوصول الى الغاية التي كان يهدف إليها، فعن طريق معرفة هذه الأصول نكتشف المنهج الذي اعتمد عليه والذي هو بدوره يعيننا على معرفة النتائج والغايات التي كان يتطلع إليها سيد قطب لإيجاد حل مناسب للمعضلة التي كان يواجهها. ثانيا: تحليل المباديء والأصول واستخدام النقد الموضوعي للوصول الى النتائج المنطقية لفهم الفكر الحركي عند سيد قطب. ثالثا : مناقشة الآراء المتعارضة التي أثيرت حول هذا المنهج الحركي وتحليلها لفصل الخلاف بين الدارسين بأسلوب منصف من غير تحزب ولا تعصب لجهة بعينها. لقد كتب عن فكر سيد قطب الكثير من المؤلفات والرسائل والأبحاث الا أن هذه المؤلفات والأبحاث غالبا ما تكون كتابات عامة حول حياة سيد وأفكاره وقلما نجد من ناقش الموضوع بشكل موضوعي متخصص ، فمعظم المؤلفات التي كتب عن فكر الشهيد كتب من قبل أنصاره والمتعاطفين معه كما أن هناك عددا من الأبحاث كُتب من قبل خصومه، ويجدر بنا أن نشير الى أن هناك عددا من الكتاب اتخذوا موقفا وسطا، فالدكتور محمد سيد الوكيل يقول في كتابه - كبرى الحركات الاسلامية - "فمع كل ما لفكر الشهيد من التقدير في قلوبنا والمكانة في نفوسنا، فإننا لا نقلل من قيمته اذا قلنا أنه قد جانب الصواب في بعض المسائل الهامة التي يجب معرفة وجه الحق فيها " ويذكر السيد الوكيل أن سيد قطب قد أخطأ في مفهومه لفكرة الحاكمية والجاهلية . بالاضافة الى ذلك فإن هذه المؤلفات تناولت مجالات متنوعة من فكر سيد قطب وإن كانت هذه الكتابات تناولت حيات سيد قطب كشهيد وثائر في أغلب الأحيان، أما ما يتعلق بالفكر الحركي لسيد قطب وخاصة المباديء الأساسية لهذا الفكر لم نجد له دراسة مفصلة وحتى المتخصصين في سيد وأفكاره لم يعطوا أهمية كبيره لهذا الموضوع. ومن أهم ما كتب تحت هذا الموضوع من خلال ما وقع بين يدي الباحث كتاب ألفه محمد توفيق بركات بعنوان "سيد قطب خلاصة حياته، منهجه في الحركة، النقد الموجه إليه" ويعتقد بركات أن فهم المنهج الحركي الذي دعا اليه سيد قطب من الممكن أن يحدث انقلابا حقيقيا في وضع الحركة الاسلامية ككل. ويذكر بركات ان بعضا من الاسلاميين اساؤا فهم عدد من القضايا التي بحثها سيد قطب حتى وجه اليه حملات متنوعة الأهداف والوسائل، ومما يؤخذ على هذا الكتا ب - برغم أنه من أحسن ما كتب عن هذا الموضوع - إلا أن بركات لم ينظم القضايا التي ناقشها في كتابه بصورة حركية علمية دقيقة مع أن الكاتب قد وعى أن أصل المشكلة يرجع الى عدم فهم كتابات سيد قطب كما أشار اليه هو نفسه، فكان من المتوقع أن يقوم بركات بهذا الواجب، ومع هذا فإن كتاب بركات من أروع المؤلفات المستقلة العامة حول سيد وأفكاره.