شبهات داحضة حول القرآن الكريم الخالدة: عرض ونقض شبة النصاري حول اللغة القرآنية (Shubuhat dahidah hawla lughah al-Qur'an al-Karim al-khalidah: 'arad wa naqd li ba'd shibh al-nasara hawla al-lughah al-Qur'aniah)

فمَا من شكٍّ في أنّ القرآنَ الكريمَ مُعْجِزٌ كلّه من ناحية مبناه؛ لأنه جاء بأفصحِ الألفاظِ في اتساقِ عباراتِهِ وإحكامِ نَظْمِهِ، واتّحادِ طريقتِهِ في الإبداعِ والقوةِ؛ فأنت ما دمتَ في القرآنِ حتى تفرغَ لا ترى غيرَ صورةٍ واحدةٍ من الكمالِ وإن اختلفَتْ أجزاؤُهُ في جهاتِ التركيبِ ومواضعِ التأليفِ وألوا...

Full description

Saved in:
Bibliographic Details
Main Author: Muhammad Abdul Majid, Abu Saiid
Format: Book Chapter
Language:English
Published: IIUM Press 2011
Subjects:
Online Access:http://irep.iium.edu.my/20862/1/book_chapter1.pdf
http://irep.iium.edu.my/20862/
Tags: Add Tag
No Tags, Be the first to tag this record!
Description
Summary:فمَا من شكٍّ في أنّ القرآنَ الكريمَ مُعْجِزٌ كلّه من ناحية مبناه؛ لأنه جاء بأفصحِ الألفاظِ في اتساقِ عباراتِهِ وإحكامِ نَظْمِهِ، واتّحادِ طريقتِهِ في الإبداعِ والقوةِ؛ فأنت ما دمتَ في القرآنِ حتى تفرغَ لا ترى غيرَ صورةٍ واحدةٍ من الكمالِ وإن اختلفَتْ أجزاؤُهُ في جهاتِ التركيبِ ومواضعِ التأليفِ وألوانِ التصويرِ وأغراضِ الكلامِ كأنّها تُفْضِي إليك جملةً واحدةً. ويتضمَّنُ أصحَّ المعاني التي تجري في مناسبةِ الوضعِ وإحكامِ النَّظْمِ مجرى ألفاظِهِ، ولا يعدمُ المفكّرُ وجهًا صحيحًا من القولِ في ربطِ كلِّ كلمةٍ بأختِهَا وكلِّ آيةٍ بضريبتِهَا وكلِّ سورةٍ مـمَّا إليها. ويحتوي على أحسنِ الدلالاتِ من توحيدِ الله وتنـزيهه في صفاتِهِ ودعاءٍ إلى طاعتِهِ، وبيانٍ لطريقِ عبادتِهِ، من تحليلٍ وتحريمٍ وحظرٍ وإباحةٍ، ومن وعظٍ وتقويمٍ وأمرٍ بمعروفٍ ونهيٍ عن منكرٍ، وإرشادٍ إلى محاسنِ الأخلاقِ وزجرٍ عن مساوئِهَا، وأخبارِ الأممِ الماضيةِ. ويُنبِئُ عن العصورِ الآتيةِ جامعًا في ذلك بين الحجّةِ والمحتجِّ له. ولم يُعْهَدْ في تاريخِ البشرِ كلِّهِ أن كلامَ إنسانٍ من الناسِ يستمرُّ على مثلِ هذه الطريقةِ بضعةً وعشرين عامًا، ولا يكونُ أول ذلك إلا بعد أن يبلغَ الأربعين، ثم لا ينتقضُ ولا يضعفُ، ولا تختلفُ طبقاتُهُ ولا يتفاوتُ أمرُهُ في كلِّ هذه المدةِ، مع اختلافِ أحوالِ النفسِ وأمورِ الزمنِ، ومع إحصاءِ كلامِهِ وجمعِهِ لفظةً لفظةً، والذهابِ به حفظًا وتلاوةً، حتى لا يَجِدَ السبيلَ إلى تغييرِ كلمةٍ بعد أن تفصلَ عنه. ومعلومٌ أن الإتيانَ بمثلِ هذه الأمورِ والجمعَ بين أشتاتِهَا حتى تنتظِمَ وتتّسِقَ مما يعجزُ عنه قوى البشرِ ولا تبلغُهُ قدرتُهُم.