مظاهر التطهير الأرسطي (الخوف والشفقة ) في حكايات سندباد البحري
الأعمال القصصية الأدبية الخيالية دائما ما تُبرز الشخصية الرئيسة، وتحيطها بشخصيات ثانوية تساعدها على الظهور مما تضفي لها الحياة والروح، فتكون محط إعجاب الجمهور وإلهامهم، مؤثرةً على مشاعرهم وأحاسيسهم بعمق. فالشخصية الرئيسة التي تتسم بالشجاعة والمثابرة والقدرة على تحمل التحديات والصعوبات دائما ما تستحض...
Saved in:
Summary: | الأعمال القصصية الأدبية الخيالية دائما ما تُبرز الشخصية الرئيسة، وتحيطها بشخصيات ثانوية تساعدها على الظهور مما تضفي لها الحياة والروح، فتكون محط إعجاب الجمهور وإلهامهم، مؤثرةً على مشاعرهم وأحاسيسهم بعمق. فالشخصية الرئيسة التي تتسم بالشجاعة والمثابرة والقدرة على تحمل التحديات والصعوبات دائما ما تستحضر الإثارة والتشويق في النفوس، وذلك من خلال تداخلها مع عناصر القصة الأخرى، فالحبكة المشوقة المحيطة بالبيئة الزمانية والمكانية غالبا ما تحدد إطار الشخصية الرئيسة، وتُسهم في تطورها، فتُقدم العديد من الدروس القيمة من خلال النهوض بوظيفة أخلاقية وتعليمية تجاه الفرد ذاته والآخرين أيضا، وتساعد على التخلص من العواطف التي تتسم بالخوف والقلق واليأس، وتمده بالعطف والشفقة أيضاً. فحكايات سندباد البحري التي تتميز بطابع المغامرات يجد فيها القارئ المتعة والإثارة، وذلك من خلال مواجهاته المخلوقات العجيبة، والوحوش المرعبة، والوقوع في المآزق الخطيرة، والمصير المجهول لكنه دائما ما يخرج في النهاية منتصراً، مما يساعد المتلقي على التخلص من الخوف والقلق وتمده بالشفقة تجاه الضحايا. ومن هنا تحاول هذه الدراسة أن تستكشف مفهوم التطهير الذي أورده أرسطو، من منظور القصص التراجيدي وهي أن عاطفتي الشفقة والخوف لدى المتلقي تجعله أكثر قوة وصبراً من بطل التراجيدي، لأن القارئ سوف يشعر بالراحة أكثر عندما يجد أن مشاكله وهمومه محدودة مقارنة بكوارث ومضائب البطل. فتقدم لنا مفهوما جديدا للنمو الشخصي والتوازن العاطفي وتجاوز الخوف والقلق وتشعرنا بالشفقة والرحمة نحو الآخرين. |
---|